الـبـلـيـاتـشـو
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الـبـلـيـاتـشـو


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ماذا بعد أن أكل المصريون لحوم الحمير؟!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
mans7ester
عضو جديد
عضو جديد
mans7ester


ذكر
عدد الرسائل : 113
العمر : 31
تاريخ التسجيل : 12/10/2008

ماذا بعد أن أكل المصريون لحوم الحمير؟! Empty
مُساهمةموضوع: ماذا بعد أن أكل المصريون لحوم الحمير؟!   ماذا بعد أن أكل المصريون لحوم الحمير؟! Icon_minitimeالإثنين أكتوبر 13, 2008 1:43 pm

شهور عديدة،
واللحوم تتدفق إلي البطون، بتلو وكندوز، سجق وحواوشي وشاورمة، كان الناس يتزاحمون
وكان صاحب المجزر الشهير في شارع ناهيا ببولاق الدكرور لا يستطيع مواجهة الطلبات أو
حتي الرد علي الهواتف التي تأتيه من المطاعم والفنادق المتوسطة والصغيرة. بعد أن
ذاع صيته في منطقة بولاق الدكرور، أصبح له اسمه في فنادق ومطاعم رمسيس والهرم
والحسين والعمرانية والعجوزة، فالكل يقصد المعلم وصفي ساويرس الذي يقدم اللحوم
المتميزة بأقل الأسعار.
القصة بدأت بخديعة من جزار صغير يدعي '........... ' سلخ
حمارا نافقا، وقام بتقطيعه ورشه بالتوابل، وقام بوضعه في كارتونات صغيرة وباعه إلي
محل المعلم وصفي بمبالغ صغيرة، الكيلو بخمسة جنيهات..؟؟؟؟
رويدا رويدا اكتشف
المعلم وصفي أصل الحكاية بعد أن اعترف له التاجر الآخر بأنه يقوم بجمع الحمير
والكلاب النافقة، ويتولي سلخها وتقديمها علي الوجه الأكمل إليه.
درس المعلم وصفي
الأمر من كافة زواياه، سأل المستهلكين، إيه رأيكم في اللحمة، لم يسمع منهم سوي
الدعاء له، انه نجح في توفير اللحوم المجمدة بأرخص الأسعار، وإنه نموذج لأصحاب
الضمير الحي، الذين يتعاطفون مع الغلابة الذين لا يجدون قوت يومهم.
كان المعلم
وصفي يبيع كيلو اللحم بثمانية جنيهات، يا بلاش، لم يكن يبخل علي أحد، وكانت اللحوم
دائما متوافرة لديه، رغم الطلب المستمر، ذلك أن الجزار الآخر لم يأل جهدا في تقديم
كميات يومية هائلة من اللحوم إليه.
اختفت الحمير من بولاق الدكرور ولاحظ
المواطنون تراجع معدلات الكلاب الضالة التي كانوا يشاهدونها، غير أن الجزار اضطر
للاستيراد من مناطق أخري مجاورة: امبابة، بين السرايات، أرض اللواء، بل وزحف إلي
الجيزة ونصر الدين والعمرانية مرورا بصفط اللبن وكرداسة وغيرها.
ظل الحال علي ما
هو عليه، رغيف الكفتة تراجع ثمنه من جنيه إلي خمسين قرشا، ورغيف الحواوشي اصبح
بتراب الفلوس، أما محلات الشاورمة فقد انتشرت في العديد من الشوارع الرئيسية
والمحيطة.
كان الرجل يتأمل حال الناس ولهفتهم علي اللحوم خاصة المفرومة منها،
ورويدا رويدا وجد نفسه وكأنه المنقذ لهم من الموت والجوع والانهيار..
ظل علي هذا
الحال فترات طويلة يأكل فيها الناس كل ما لذ وطاب من لحوم الحمير والكلاب، غير أن
ثقة الجزار.. في نفسه، دفعته إلي القيام بسلخ حمار علي ترعة عبدالعال في بولاق،
شاهده أحد المواطنين، ارتاب في الأمر، أبلغ مباحث الجيزة التي قبضت علي الجزار قبل
أن ينهي عملية السلخ والتقطيع.
وعندما تم سؤاله قام علي الفور بالإرشاد عن محلات
المعلم وصفي التي وجدت بها كميات هائلة من لحوم الحمير، معدة للبيع أو في طور
التجهيز.
وفي التحقيقات اعترف المعلم وصفي بالتفاصيل الكاملة، وقال: لا تقولوا
لي إن الناس لم تكن تعرف، هل هناك عاقل يصدق أن كيلو اللحم الطبيعي ب ٨
جنيهات؟!
لقد أراد أن يقول لنا إن الناس كانت تعرف أنها تأكل لحوما غير طبيعية،
لكنها كانت تخدع نفسها، وتقول ربما كان المعلم وصفي قد نجح في أن يستورد لحوما
رخيصة من الخارج المهم أن اللحوم طعمها لذيذ ورخيصة الثمن، هذا هو كل
المراد!!
وإذا كان ذلك هو حال أهلنا في بولاق، فما بالك بأصحاب المطاعم والفنادق
في بعض المناطق الأخري، لقد قام الآخرون بالمهمة علي أكمل وجه، كانوا يعرفون أن
هناك أمرا غير طبيعي، غير أنهم أخلوا أنفسهم من المسئولية وقرروا أن يقدموا الوجبات
إلي الرواد والزبائن دون أن يسألوا أنفسهم كيف.. ولماذا؟
في زمن الفاطميين
وعندما اشتدت المجاعة في البلاد لجأ الناس إلي أكل لحوم الحمير والقطط والكلاب، بل
والأخطر أن بعضهم قد لجأ إلي أكل لحوم البشر ، فاحمدوا الله أن الأمر لايزال مقصورا
علي لحوم الحيوانات!!
إنها فضيحة بمعني الكلمة وهي ليست الفضيحة الأولي ولن تكون
الأخيرة، فمنذ أيام كشف النقاب عن مغامرة صحفية قامت بها إحدي الزميلات في جريدة
(٤٢ ساعة) كشفت فيها عن جريمة سلخ الكلاب والحمير داخل مجزر رئيسي بالبساتين، فماذا
كانت النتيجة؟ لقد اشتد الجوع بالناس وقابله من جانب آخر استغلال وغياب ضمير من بعض
التجار، فأصبح المصري غير آمن لا علي صحته ولا طعامه ولا حياته.
لماذا وصلنا إلي
هذا الحال؟ وإلي متي سيظل الجوع والموت يحاصرنا من كل اتجاه؟ إنها مأساة يعيشها
المصريون ويدفعون ثمنها من حياتهم وصحتهم كل يوم.
لقد أصبحنا جميعا غير آمنين
بعد أن انتشرت هذه الظاهرة وغيرها من الظواهر التي تعكس ما وصلنا إليه من انهيارات
اجتماعية واقتصادية وصحية وأخلاقية، غير أن أحدا في المقابل ليس مستعدا أن يقدم
روشتة للعلاج.
لقد انتشر الفساد بشكل كبير في كل أنحاء البلاد وتحالف الفاسدون
وشكلوا سويا شبكة عنكبوتية هدفها الاستغلال والاضرار بالمواطنين، كل يريد أن يكدس
جيوبه بالأموال، غير عابئ بمصلحة الناس أو مصلحة الوطن، أصبحنا في حالة انفلات أدت
بنا إلي ما وصلنا إليه وتركت الناس يعانون الجوع والغلاء والخداع، تأملوا معي ما
يجري في أزمة الخبز، لقد قامت وزارة التضامن الاجتماعي بفصل الإنتاج عن التوزيع في
بعض المناطق، غير أن عمليات التهريب لم تتوقف، نعم هناك من يهرب الخبز ليعيده إلي
المخبز مجددا، ويكون المقابل هو تهريب الدقيق فأضحت التجربة مهددة بفعل عمليات
السطو التي يتحالف فيها الجميع حتي من بعض رجال التموين أنفسهم والمعهود إليهم
مراقبة التوزيع.. إنها مأساة متعددة الوجوه، إنه سوس ينخر في جسم الوطن حتي أضحي
الجسد مريضا ويوشك علي الانهيار.
أتمني ألا نسمع من البعض أطروحات تحلل أكل
الكلاب والحمير كوسيلة للإنقاذ وحل أزمة زيادة أسعار اللحوم، فيكون طبيعيا أن يخرج
علينا كاتب أو مسئول ليقول الحل هو في 'حمار لكل مواطن'!!
وقد يتحول الجدل في
المنتديات والفضائيات إلي خلاف حاد حول 'هل الحمار مدعوم أم غير مدعوم؟'.
إنها
مأساة حقيقية، يعيشها المصريون في الوقت الراهن وقد تحولت المأساة إلي ملهاة،
وأصبحنا مثار سخرية أمام الآخرين..
تري ما رأي حكومة الحزب الوطني في ذلك،
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ماذا بعد أن أكل المصريون لحوم الحمير؟!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الـبـلـيـاتـشـو :: المنتدى العام :: المواضيع العامة-
انتقل الى: