mans7ester عضو جديد
عدد الرسائل : 113 العمر : 31 تاريخ التسجيل : 12/10/2008
| موضوع: اغتيال الفرعون الإثنين أكتوبر 13, 2008 2:31 pm | |
| القاهرة وطهران و «اغتيال الفرعون» تتجاوز الخلافات المصرية - الإيرانية بكثير غضب المصريين من فيلم «اغتيال الفرعون»، وهذا ما يفسر عدم اقتناع المسؤولين المصريين بإعلان طهران تبرؤها من الفيلم ومن مسؤولية النظام الإيراني عن إنتاجه. وطالما ظلت المسافة بعيدة بين مصالح الطرفين فإن غضب أحدهما سينفجر عند أي محك ما يفضي إلى توسيع الهوة، التي نشأت قبل نحو ثلاثة عقود من دون أن يقدر أحد البلدين على إزالتها. وإذا كانت القاهرة ظلت غاضبة لسنوات طويلة بسبب وجود شارع باسم قاتل الرئيس الراحل أنور السادات في قلب العاصمة الإيرانية ووجود لوحة جدارية عملاقة تحمل صورته، ثم اعترضت أيضا على فيلم «اغتيال الفرعون» فإن خطوات مثل عدم تغيير اسم الشارع أو طمس الجدارية أو إزالتها، يرسخ لدى المسؤولين في مصر اعتقاداً بأن النيات الإيرانية غير خالصة لتحقيق مصالحة تعيد العلاقات الديبلوماسية إلى حالها وتمسح من الذاكرة آثار فتور وصل في بعض الفترات إلى حد العداء. ولا يخفي المصريون شعورهم بأن طهران تسعى فقط إلى إقناع المجتمع الدولي والإسلامي والعربي بأنها اتخذت من الخطوات ما يكفل عودة العلاقات مع المصريين إلى طبيعتها ومسؤولية التأخير يتحملها المصريون. وترى القاهرة، وفقاً لما يقوله الرسميون في جلساتهم الخاصة، أن الأمر على تلك الصورة لا يبدو صحيحاً، فالمواقف الإيرانية تجاه قضايا موضوعية، بغض النظر عن الأمور الشكلية، خصوصاً القضايا التي تتعلق بالأوضاع في المنطقة، تؤثر دائماً بالسلب وتدفع بالمنطقة إلى مزيد من التوتر يفوق ما فيها من أزمات تاريخية. قد تفتح القاهرة أراضيها وتستقبل قادة حركة «حماس»، كما هو حاصل الآن، لدعم التهدئة أو للتوصل إلى مصالحة فلسطينية - فلسطينية، لكن ذلك لا يخفي أن المسؤولين المصريين يعتقدون بأن طهران تلعب دوراً خطيراً في تسخين الأجواء بين مصر وقطاع غزة كل فترة، لأغراض سياسية أخرى ذات علاقة بالمصالح الإيرانية أو الضغوط التي تواجهها طهران من المجتمع الدولي عموماً ومن الإدارة الأميركية خصوصاً. صحيح أن مصر اعترضت علناً على توجيه ضربة لإيران لكن ذلك لا يعني أن المصريين يقرون السياسات الإيرانية ذات العلاقة بالملف النووي، كما أن الدور الإيراني في لبنان عليه تحفظات مصرية، وأعلن أكثر من مسؤول مصري أن كثيراً من الأزمات التي مر بها لبنان تعود إلى ادوار دول أخرى تلعب في غير صالح اللبنانيين وعلى رأسها الدور الإيراني، كما أن حل بعض العقد اللبنانية يمكن أن يتم بتعليمات من طهران أو دمشق. مثل الكرة في المياه الراكدة جاء فيلم «إعدام الفرعون» ليعيد إلى الواجهة طبيعة الأزمة بين مصر وإيران، وفي عالم تتداخل فيه المصالح وتتعقد فيه المشاكل فإن مزيداً من الحجارة مرشحة لتلقى في مياه لم تعد راكدة فيصبح توقع استمرار التدهور في العلاقة بين الطرفين هو الاحتمال الأقرب. وليس سراً أن الملف الأمني بين البلدين (مصر وإيران) يحمل الكثير من الأسرار ويبدو أن القاهرة ما زالت تعتقد، خصوصا بعدما تسلمت في السنتين الأخيرتين أعداداً من الأصوليين الذين جاؤوا من بلدان عدة بينها إيران، بأن الأيادي الإيرانية لم تكن بيضاء تماماً في أثناء فترة العنف الديني في مختلف المحافظات المصرية. ولعل فيلم «اغتيال الفرعون»، وبقدر ما أغضب المصريين، فإنه ذكرهم بما كان ولا يمكن القبول باستمراره الآن... ولا في المستقبل.
| |
|