الـبـلـيـاتـشـو
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الـبـلـيـاتـشـو


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مصر والفلسطينيون‏..‏ بين التهدئة والحوار الوطني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
mans7ester
عضو جديد
عضو جديد
mans7ester


ذكر
عدد الرسائل : 113
العمر : 31
تاريخ التسجيل : 12/10/2008

مصر والفلسطينيون‏..‏ بين التهدئة والحوار الوطني Empty
مُساهمةموضوع: مصر والفلسطينيون‏..‏ بين التهدئة والحوار الوطني   مصر والفلسطينيون‏..‏ بين التهدئة والحوار الوطني Icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 14, 2008 1:03 am

فتح اتفاق التهدئة‏,‏ الذي نجحت مصر في ابرامه بين إسرائيل وحركة حماس الباب لترتيب حوار وطني فلسطيني يمكن ان يفتح بدوره الباب امام تغيير في المعادلة الفلسطينية ـ الإسرائيلية‏,‏ ويعيد الأمل في انقاذ ما يمكن انقاذه من القضية التي كانت ذات يوم هي قضية العرب المركزية‏.‏
فبعد ان كانت هذه القضية صراعا بين طرفين‏,‏ باتت ثلاثية الأطراف‏,‏ حيث انقسم الطرف المغتصبة ارضه وحقوقه إلي فريقين يتهم كل منهما الآخر بما مؤداه اغتصاب الشرعية‏,‏ بينما أصبح الطرف الغاصب المستعمر في مركز اقوي من ذي قبل بالرغم من أنه يبدو اليوم أضعف مما كان بالأمس في الميزان العام للتفاعلات الاقليمية‏.‏
فقد دخل الطرفان الفلسطينيان المتصارعان علي مدي أكثر من عام ما يشبه مباراة صفرية‏,‏ بالرغم من ادراك كل منهما انه لايستطيع اخضاع الآخر‏,‏ كما دخل احدهما في مفاوضات ارتجالية مع إسرائيل لا تحكمها قواعد ولاتبني علي ما سبق التفاوض عليه من قبل‏,‏ وظل يدعي لشهور انه يفاوض جديا إلي ان بدأ يدرك متأخرا ان وعد الرئيس جورج بوش بشأن الدولة الفلسطينية انما هو وهم كبير‏,‏ ولم يكن الأمر في حاجة إلي كل هذا الوقت‏,‏ لادراك ذلك‏,‏
لان الإدارة الأمريكية التي طرحت فكرة دولتان لشعبين ليس لها رصيد من الصدقية يكفي لأخذها بشيء من الجدية‏.‏
اما الفريق الآخر فقد واصل خطابه الممانع بلا فعل مقاوم‏,‏ وملأ الدنيا كلاما عن مقاومة منعها علي شعبه لاصراره علي ان تظل مسلحة واختزلها في اطلاق صواريخ بدائية علي جنوب إسرائيل‏,‏ ثم جعلها وسيلة ضغط لتحقيق تهدئة الاسم الكودي للهدنة وحقق بذلك اختراقا في تاريخ النضال من أجل التحرر الوطني يمكن تبسيطه في شعار ضمني مفاده سنقاومكم أيها المحتلون إذا لم تقبلوا الهدنة‏(‏ عفوا التهدئة‏)‏ فللمرة الأولي في هذا التاريخ تصبح المقاومة وسيلة إلي الهدنة وليس من أجل التحرير‏.‏
وهكذا‏,‏ تفوق كل من الفريقين الفلسطينيين المتصارعين علي الآخر‏,‏ بل علي نفسه‏,‏ في صناعة الوهم وتسويقه تحت شعار المفاوضة عند احدهما والمقاومة لدي الآخر‏.‏
وبالرغم من نسف الجسور بينهما‏,‏ في هذا السياق‏,‏ لم تتوقف حركة مصر سعيا إلي مساعدتهما‏,‏ فقد تخندق كل منهما في موقعه‏,‏ وامتنع عن أخذ خطوة واحدة في اتجاه الآخر حتي لإنقاذ شعبهما في غزة من حصار خانق‏.‏
وبالرغم من ان إعادة تشغيل معبر رفح لا تسهم في رفع هذا الحصار إلا بمقدار‏,‏ لان المعابر الأخري كلها تحت سيطرة إسرائيل وبعضها أكثر أهمية من هذا المعبر‏,‏ فقد أبدت سلطتا غزة والضفة لا مبالاة مدهشة لمعاناة أكثر من مليون فلسطيني‏,‏ ولذلك لم يتيسر التوصل إلي تفاهم بينهما علي كيفية ادارة معبر رفح من الجانب الفلسطيني‏,‏ حتي يمكن اعادة العمل باتفاق‏2005‏ ومن ثم اعادة تشغيله‏.‏
ولم يصبح هذا التفاهم ممكنا إلا في ضوء اتفاق التهدئة‏,‏ الذي سيحفزها علي التفاعل بصورة أكثر ايجابية مع التحرك المصري‏,‏ فالتفاهم بينهما ضروري لإعادة تشغيل المعبر وبالتالي اكمال عناصر اتفاق التهدئة‏.‏
ولذلك اصبحت فرصة اعادة الجسور بينهما الآن أكبر‏,‏ فقد دخل كل منهما في مرحلة تبدد الأوهام بدرجات مختلفة واشكال متباينة‏,‏ وتبدو سلطة الضفة الآن مستعدة للمرة الأولي منذ الانفصال للبحث عن حل لا يكون انهاء الانقلاب سابقا عليه‏,‏ كما يبدو ان بعض قادة حماس علي الاقل بدأوا في إدراك انه من الصعب إدامة الوضع الذي استمر عاما كاملا بدون خسائر قد يكون ثمنها في النهاية فادحا بالنسبة إلي حركتهم‏,‏
وهذا هو المعيار الأول الآن لدي كل من الفريقين بعد ان اصبحت مصلحة كل منهما مقدمة علي القضية‏,‏ ويتيح هذا التحول الجنيني حتي الآن فرصة افضل للتحرك المصري الذي يستهدف الانطلاق من اتفاق التهدئة والبناء عليه سعيا إلي احراز تقدم علي صعيد الحوار الذي فشلت عدة وساطات في تحريكه خلال العام الأول للانفصال‏.‏
وكان معظم هذه الوساطات فلسطينيا سواء من جانب فصائل اخري في مقدمتها الجبهتان الشعبية والديمقراطية‏,‏ أو عن طريق مجموعة من رجال الأعمال‏,‏ أو من خلال لقاءات بين عناصر معتدلة في حركتي فتح وحماس في الخارج‏,‏ اما علي الصعيد العربي‏,‏ فقد تبنت اليمن مبادرة انقسم الفريقان علي تفسير بندها الأول الذي يدعو إلي عادة الامور في غزة إلي ما كانت عليه قبل‏14‏ يونيو‏2007.‏
وكان في ظل ما يبدو انه بداية تبدد الأوهام لدي كل من الفريقين ربما تلوح في الأيام المقبلة فرصة افضل‏,‏ أو تصبح الصعوبات اقل بعد ان التزما بوقف الحرب الإعلامية المتبادلة بينهما‏,‏ وشرعا في انهاء ملفي الاعتقالات السياسية المتبادلة ايضا‏,‏ فاذا انهي هذا الملف فعلا‏,‏ واقترن ذلك بالسماح لكوادر وانصار كل منهما بالعودة إلي العمل بشكل متبادل‏,‏ فربما يساعد ذلك في تحسين الاجواء‏,‏ وازالة الغيوم الكثيفة وبناء حد ادني من الثقة المتبادلة‏.‏
ولاغني عن مثل هذا التقدم لتثبيت التهدئة في غزة ومدها إلي الضفة بعد‏6‏ أشهر‏.‏
ومن هنا ضرورة ان يسير التحرك المصري في الفترة المقبلة علي خطين متوازيين بالرغم من تفاوت سرعته‏,‏ بعد ان حقق اختراقا في اتجاه التهدئة بينما مازال الحوار الوطني مشروعا تحسنت فرصته كافتراض نظري لم يختبر بعد‏.‏
غير ان الجهد الكبير الذي بذلته مصر في اتجاه التهدئة يفرض الامساك بفرصة الحوار الوطني بالنواجز‏,‏ فقد لايمكن تعويض هذه الفرصة‏,‏ التي قد تكون الأخيرة لإنقاذ ما بقي من قضية فلسطين‏,‏
فالتهدئة الضرورية لحماية أهل غزة قد لاتكون مجدية استراتيجيا إلا اذا اقترنت باستئناف الحوار بأفق التوافق علي مشروع وطني جديد يتجاوز فشل المفاوضة واخفاق المقاومة المسلحة‏,‏ فعلي الطرفين وباقي الفصائل‏,‏ الارتفاع إلي مستوي الخطر الناجم عن انسداد الطريق إلي دولة فلسطينية مستقلة‏.‏
وإذا كان الفريقان الفلسطينيان المتصارعان أخذا يعودان إلي الواقع ومفارقة الأوهام‏,‏ فليدركا ان في امكانهما تعويض خسائر عام الانفصال في حالة التعامل مع التحرك المصري باستقامة لإنهاء الانقسام الذي ينتقل الآن إلي إسرائيل منذرا بأزمة عميقة مرشحة لان تجتاحها‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مصر والفلسطينيون‏..‏ بين التهدئة والحوار الوطني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الـبـلـيـاتـشـو :: المنتدى العام :: المواضيع العامة-
انتقل الى: