mans7ester عضو جديد
عدد الرسائل : 113 العمر : 31 تاريخ التسجيل : 12/10/2008
| موضوع: الأرض.. قضية العام ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الثلاثاء أكتوبر 14, 2008 1:21 am | |
|
أهم ما يميز عام2007 أن المجتمع الدولي شهد مؤتمرات واجتماعات شاركت فيها الدول الصغيرة والكبيرة لبحث مشكلات خطيرة أصبحت تهدد كوكب الأرض ككل وليس منطقة بعينها دون الأخري. ورأينا من خلال تلك المؤتمرات أن المشكلات والأخطار التي تهدد الأرض وصلت لدرجة من الخطورة بحيث أصبحت تطال الجميع سواء الدول الفقيرة أو الغنية الأمر الذي يستحيل معه السكوت عليها. وبات الجميع يعمل حاليا من أجل هدف وشعار واحد وهو' أنقذوا الأرض'.
ولو أخذنا مشكلة الاحتباس الحراري وماتبعها من زيادة في درجات حرارة الأرض كمثال علي ذلك فسنجد أن تلك المشكلة تهدد أجزاء عديدة من الكرة الأرضية. فلقد بدأ العالم كله يصرخ من ظاهرة الاحتباس الحراري التي سببها ارتفاع غاز ثاني أكسيد الكربون الذي ينتج عن زيادة عادم السيارات والمصانع وحرائق الغابات والسحابة السوداء وغيرها, وهو ارتفاع لا يمكن الاستهانة به.فقد أدي لزيادة درجة حرارة الأرض وأدي إلي زيادة معدل ذوبان الجليد في القطب الشمالي ومن ثم زيادة ارتفاع منسوب المياه في البحار والمحيطات ليهدد في النهاية أماكن كثيرة وشاسعة من الأرض بالغرق ومنها أماكن في مصر وعلي رأسها الدلتا, وتقارير الأمم المتحدة تقول إن ذلك سيحدث خلال القرن الحالي ربما بعد أربعين سنة أو بعد سبعين سنة أو بعد تسعين سنة وهي فترة زمنية وإن بدت طويلة بمقياس عمر البشر فإنها تكاد تكون خاطفة بمقياس عمر الأمم والشعوب خاصة في دولة عريقة مثل مصر عمرها سبعة آلاف سنة. والأمر لا يقتصر علي مصر بل هناك أماكن كثيرة أصبحت مهددة مثل الجزر الإندونيسية ومساحات شاسعة من الأراضي السورية. وحتي مؤتمر بالي الأخير للمناخ لم يتمخض عن قرارات جريئة لحماية الكوكب من أخطار الاحتباس الحراري بل فقط الاتفاق علي موعد لبدء مفاوضات جديدة حول أسلوب التعامل مع المشكلة وذلك بسبب الاختلافات بين الدول الغنية والفقيرة. ومن المشكلات الكبيرة التي ناقشها العالم مشكلة الغذاء مع ظهور ما يسمي الوقود الحيوي وهو نوع من الوقود يتم استخلاصه من الأغذية يمكن أن يستخدم في تشغيل السيارات والمصانع وبالتالي يمكن بناء علي ذلك الاستغناء به عن البترول الذي أصبح غالي الثمن.
والدراسات الحالية تقول إن5% من السيارات في العالم أصبحت حاليا تسير بالوقود الحيوي المنتج من الغذاء. وفي أوروبا15% من الطاقة المنتجة هناك أصبحت تأتي من الوقود الحيوي. والحقيقة أن هذا التحول نحو الوقود الحيوي يتبعه مشكلات كبيرة أولاها ارتفاع أسعار الأغذية بشدة مثل الذرة وقصب السكر وفول الصويا وذلك علي المستوي العالمي وهو مابدأ يحدث بالفعل حيث أدي إنتاج الذرة وقصب السكر وفول الصويا للتصدير إلي ارتفاع أسعار الغذاء بنسبة2% سنويا. والأمر لم يعد يقتصر علي ذلك بل إن التوسع في إنتاج تلك المحاصيل لإنتاج الوقود الحيوي سيطغي علي محاصيل أخري مهمة في حياة الإنسان مما يعني انتهاء مصطلح الاكتفاء الذاتي. وبناء علي ذلك سيؤدي ذلك الي زيادة معاناة الدول التي تعاني من نقص الغذاء مما يعني تفاقم المجاعات بشكل مخيف في سبيل إنتاج الوقود الحيوي الأمر الذي يتطلب من دول العالم وقفة أمام هذا التحدي الخطير الذي أصبح بالفعل يهدد البشرية. والحديث عن الوقود الحيوي مرتبط أيضا بالحديث عن البترول وأسعاره التي قاربت المائة دولار للبرميل وتداعيات ذلك علي العالم أجمع. فقد أعاد ارتفاع سعر البترول رسم الخريطة الاقتصادية والسياسية للعالم بالفعل مما شكل تحديا للدول التي كانت صاحبة السلطة والسيادة والنفوذ. وقد أصبح التغلب علي هذه الأوضاع الآن مشكلة رئيسية في سياسة الاقتصاد العالمية فالدول الغنية بالبترول تتمتع بعائدات غير مسبوقة في التاريخ وبفرص قياسية, فيما الدول المستوردة للبترول أمثال الصين والهند اللتين تضمان ثلث سكان العالم تواجهان ارتفاعا في التكلفة الاقتصادية والاجتماعية. فالصين التي كانت تصدر البترول في وقت مضي وتستورد نصف حاجتها منه تواجه صعوبات في توفير البترول حاليا. وتواجه الهند مشكلات سياسية أكبر تعقيدا, كما يقول المحللون, فرغم أن الهند تستهلك ثلث استهلاك الصين من البترول, إلا أنها تستورد حاجتها منه وليس لدي الهند احتياطيات استراتيجية ويرتفع الطلب بمعدل أسرع من أي دولة أخري باستثناء الصين.
وتدفع الحكومة دعما للوقود مثل الصين خاصة الكيروسين الذي تستهلكه العائلات الفقيرة للطهي, ويكلفها ذلك12 مليار دولار سنويا. والمشكلات التي تواجه الدول المنتجة من جانب آخر حميدة,وهي في الأساس ماذا يفعلون بهذه الأموال الطائلة. فتريد النرويج مثلا ضمان مكان لكل طفل في الحضانات اليومية حتي نهاية2008, والنرويج تحتل المركز العاشر عالميا في إنتاج البترول. أما دبي فقد استغلت هذه العائدات المرتفعة في الاستثمار السياحي والتجاري والعقاري والبناء, رغم أن القطاع البترولي يمثل الآن5% من إجمالي ناتجها المحلي, حسب صحيفة نيويورك تايمز. غير أن أكثر العلامات الظاهرة علي أي دولة من عائدات البترول هي روسيا, حيث تنوي شركة نت جت يوروب الخاصة للطيران فتح مكتب في روسيا لأن الرحلات بين موسكو ولندن زادت بأكثر من الضعف.
وكذلك أصبح العالم يواجه مشكلة الفقر وتأثيره علي التنمية البشرية وبات العالم حاليا يفكر في توفير مصادر الدعم المالي لتنفيذ برامج تحسين وضع فقراء العالم. وقد حددت الأمم المتحدة أهداف التنمية البشرية في الألفية الثالثة من بينها تخفيض معدلات الفقر بحلول عام2015 ونسبة الوفيات بين الأطفال, وتحسين صحة الأمومة, والسيطرة علي مرض الإيدز وغيره من الأمراض الوبائية المعدية, وزيادة نسبة تعليم الأطفال. ودون العمل علي تحقيق ذلك فسيواجه العالم كارثة إنسانية كبيرة والمؤشرات تقول إن العالم يتجه نحو ذلك' كل هذا يجعلنا نفكر بجد نحو إنقاذ كوكب الأرض. | |
|